غرائب الاستبداد والظلم
مما لاشك فيه ان الظلم قبيح ، ولا يمكن تصويره الا بحدوث خلاف بين صاحب حق اصلي ومدعي كاذب فيؤخذ من صاحب الحق حقه ليعطي للمدعي هذا هو الظلم ، ويمكن الاستدلال علي قبح الظلم وشره من قوله تعالي في الحديث القدسي " يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما "بهذا الحديث القدسي يمكن ان تعطي وصفا كبيرا متعددا للظلم خاصة ان المطلق حرم علي ذاته ، وللظلم وجوه فقد يكون الظلم بطشا بالقوة او سرقة مال او اغتصاب عرض او غيبة كلام او اشارة لسان ، فالظلم لا حصر فيه ولا جدل عليه ، الظلم ادواته كل الجوارج ، ومسيره وسيرته في كل الاتجاهات ، فمن ضرب شخصا مستعرضا قوته فهو ظالم ، ومن استغاب انسان بما ليس فيه فهو ظالم ، ومن شوه سمعة فتاة فهو ظالم ، ومن سرق مال اخر فهو ظالم ، ومن اعتدي علي شخص بغير وجه حق فهو ظالم ،والظلم او الاستبداد هما الامر ذاته ، فلا فرق بين مستبد يستولي علي شئ بغير اراداة مالكيه ورغما عنهم ، وبين ظالم اعتمد علي مقدراته في الحصول علي ما ليس له .اعتقد ان الخط الفاصل ما بين الظلم والاستبداد ، هو قدرة الظالم علي توفير القوة والادوات الموصلة الي الاستبداد، لهذا تجد ان اغلب ال...