المشاركات

غرائب الاستبداد والظلم

صورة
مما لاشك فيه ان الظلم قبيح ، ولا يمكن تصويره الا بحدوث خلاف بين صاحب حق اصلي ومدعي كاذب فيؤخذ من صاحب الحق حقه ليعطي للمدعي هذا هو الظلم ، ويمكن الاستدلال علي قبح الظلم وشره من قوله تعالي في الحديث القدسي " يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما "بهذا الحديث القدسي يمكن ان تعطي وصفا كبيرا متعددا للظلم خاصة ان المطلق حرم علي ذاته ، وللظلم وجوه فقد يكون الظلم بطشا بالقوة او سرقة مال او اغتصاب عرض او غيبة كلام او اشارة لسان ، فالظلم لا حصر فيه ولا جدل عليه ، الظلم ادواته كل الجوارج ، ومسيره وسيرته في كل الاتجاهات ، فمن ضرب شخصا مستعرضا قوته فهو ظالم ، ومن استغاب انسان بما ليس فيه فهو ظالم ، ومن شوه سمعة فتاة فهو ظالم ، ومن سرق مال اخر فهو ظالم ، ومن اعتدي علي شخص بغير وجه حق فهو ظالم ،والظلم او الاستبداد هما الامر ذاته ، فلا فرق بين مستبد يستولي علي شئ بغير اراداة مالكيه ورغما عنهم ، وبين ظالم اعتمد علي مقدراته في الحصول علي ما ليس له .اعتقد ان الخط الفاصل ما بين الظلم والاستبداد ، هو قدرة الظالم علي توفير القوة والادوات الموصلة الي الاستبداد، لهذا تجد ان اغلب ال...

شيفرة دافنشي والنهاية المخيبة

صورة
كان اغلب وقتي منصب علي قراءة الكتب الاسلامية وخاصة ما تعلق منها بالتراث الاسلامي القديم لجاهبذة العلماء وكبارهم ، او كتب التاريخ بجميع المتعلقة ببقاع تلك البسيطة ولكل المؤرخين ، او بعض الكتب المتعلقة بعلم الاجتماع والسياسة والفكر او مطالعة صحيفة او قراءة مجلة ما .  وكنت اتأرجح بين تلك الانواع من الكتب لا انفك عنها فلا انوع بأكثر من هذه الانواع ولا ادخل عمار عالم جديد من القراءة ، حتي اصابني الملل انه ذلك النوع من الملل الذي لا تترك بسببه القراءة ولكن يدفعك للبحث عن زاوية جديدة من القراءة ، فإن العقول تماما كما القلوب ان كلت عميت فعزمت التوجه لنوع اخر من القراءة بناءا على نصيحة من صديق .  وبدأت مسيرة التفكير والنظر في عقلي من جديد ماذا اقرأ ومن اي بستان من بساتين المعرفة اقطف ثمرتي هذه المرة ، وكنت قبل ان اعزم على هذا القرار قد توقفت عن القرأة لفترة من الوقت لعلها كانت للتقييم او لمزيد من المراجعة والتأمل بذلك العارض الذي مر بي .  لم يدم هذا التوقف طويلا فإن نفسى تلومني على ترك الكتاب كما لا يمكن ان تلومني على شيء آخر ، ومن الصدف القدرية الجميلة في ذلك الوقت كان يقام ...

ماذا بعد الموت ؟

صورة
ماذا بعد الموت ؟ لا تخاف ولا تجزع ولا تنزعج فلن افسد عليك مساؤك بذكر الموت وما فيه ، لن اذكرك بملائكة العذاب ولا عذاب القبر ولا حتى الخرقة التي ستوضع بها روحك ، سأكون حريضا على سلامتك النفسية هذا المساء . تأمل كلماتي بعين الشغوف وفقط..... أنت الان في اخر لحظة من الدنيا ، دنيا عشت فيها و تعودت عليها لعشرات السنوات ، حفظت مظهرها وقوانينها وكل ما يمكن ان ينفعك فيها ادركت ما الممكن فيها وما هو غير الممكن ، عرفت حتى شكل عمارها من بشر وحيوانات ، تعرفت عليها من خلال حواسك كلها فتدرك ما يمكن ان تراه عيناك وتسمعه أذناك وتشعر به حواسك . لنبدأ رحلتنا القصيرة بعدد كلماتها العظيمة في معناها ومخبرها . أنت الان في الدنيا حيث ما كنت قاعدا او ماشيا او نائما ، سترى الافق يفتح امامك بصورة لم تعهدها من قبل وبصورة تخالف تلك الصورة التي طبعتها في عقلك عن المكان الذي انت فيه الان ، ستحاول ببصرك ان تحيط بحدود هذه الصورة التي تبدو عليك غريبة تماما دون ان تقدر على هذا ستحاول مرة اخرى واخرى دون جدوى ، وبينما انت تحاول تلك المحاولات سترى ملائكة ربك (اسأل الله ان تكون ملائكة رحمة ) قادمون ل...

طرح احدهم سؤال لماذا زالت الحضارة العربية الاسلامية ؟

صورة
 قبل ان تسأل هذا السؤال لا بد ان تدرك ان مقومات نشوء او زوال حضارة ما تعود الي سنن كونية ثابتة تماما كسبب نشوءها وازدهاراها ،  كل حضارة لا بد ان تمر بأطوار ومراحل اختلف في تحديدها علماء الاجتماع والنقاد، لكن اكثر مراحل او اطوار أرى انها اكثر اتساقا مع الواقع هي ما قدمها الناقذ  احمد امين في كتابه (فجر الاسلام) وقسمها على النحو التالي  مرحلة الخرافة  مرحلة الشك والتحري مرحلة الايمان مرحلة العقل مرحلة الانهيار والانكسار  فكل حضارة لا يمكن ان تبدأ من نقطة الصفر بل أنها  لا بد ان تبني علي ما سبق من حضارات ، تم تقدم طورا اخلاقيا ونظاما في الحكم والعمل متقدم علي ما هو سائد في عصرها ، والحضارة لا تعني التفوق العسكري او حيازة القوة المادية ، بقدر ما هو سيادة القيم التي تنادي بها الحضارة فقد رأينا قوى عسكرية صاعدة ثم اندثرت دون ان تبقى بل انها اندمجت ضمن حضارات اخرى مثل المغول وغيرهم ، بل الحضارة هي ما تقدم نظاما وأرثا ثقافيا وعلميا بحيث تصبح محط النظر والتأمل والرغبة لدي جميع اهل البسيطة كنموذج عملي على النجاح والتقدم والرفعة .  ، وان طرح ...