طرح احدهم سؤال لماذا زالت الحضارة العربية الاسلامية ؟
قبل ان تسأل هذا السؤال لا بد ان تدرك ان مقومات نشوء او زوال حضارة ما تعود الي سنن كونية ثابتة تماما كسبب نشوءها وازدهاراها ، كل حضارة لا بد ان تمر بأطوار ومراحل اختلف في تحديدها علماء الاجتماع والنقاد، لكن اكثر مراحل او اطوار أرى انها اكثر اتساقا مع الواقع هي ما قدمها الناقذ احمد امين في كتابه (فجر الاسلام) وقسمها على النحو التالي
مرحلة الخرافة
مرحلة الشك والتحريمرحلة الايمان
مرحلة العقل
مرحلة الانهيار والانكسار
فكل حضارة لا يمكن ان تبدأ من نقطة الصفر بل أنها لا بد ان تبني علي ما سبق من حضارات ، تم تقدم طورا اخلاقيا ونظاما في الحكم والعمل متقدم علي ما هو سائد في عصرها ، والحضارة لا تعني التفوق العسكري او حيازة القوة المادية ، بقدر ما هو سيادة القيم التي تنادي بها الحضارة فقد رأينا قوى عسكرية صاعدة ثم اندثرت دون ان تبقى بل انها اندمجت ضمن حضارات اخرى مثل المغول وغيرهم ، بل الحضارة هي ما تقدم نظاما وأرثا ثقافيا وعلميا بحيث تصبح محط النظر والتأمل والرغبة لدي جميع اهل البسيطة كنموذج عملي على النجاح والتقدم والرفعة .
، وان طرح فكرة انه لا يصلح لهذه الامة في حاضرها الا ما اصلحها في ماضيها عبارة ناقصة ومغلوطة وجاهلة بسنن الكونية فإن لا شئ ثابت، فكل شئ يجب ان يكون مرنا بالتغير بتغير الزمان والمكان فما يصلح لاهل العراق قد لا يصلح لاهل الشام ولكل بلدة مكونات وخصائص يجب مراعاتها أن اردت ان تنشئ حضارة ما .
وأن التمسك بالقديم تجعلنا نتقوقع علي مفاهيم قديمة بالية تجاوزتها الحضارة الانسانية وقدمت ما هو افضل منها وأكثر ملائمة لواقعنا فما فائدة ان تتكلم عن السياسة وانت تستوحى كلامك من كتاب السياسة الشرعية فقد شاهدنا تجارب هدمت بسبب هذا التحجر والانغلاق .
فالحضارة الاسلامية قدمت فكرة تحرير العبيد ولكنها لم تقم بألغاءها كما في هذا العصر ، قدمت فكرة الشوري في النصوص ولكنه لم يلغي الحكم الوراثي والاستبداد السياسي ، لهذه الحضارة هي شئ يجب ان يلازمها التحديث المستمر ، ففيها قديم يلغيه جديد
ملاحظة :- نتكلم عن الحضارة الاسلامية بحكم تسميتها ، والحضارة هي سمات وخصائص تعارف عليها اصحابها بعيدا عن الدين الذي قد يغدي بعض مظاهرها ولكن محاكمتها لا تعني محاكمة الدين بحال من الاحوال ، فالحضارة الاسلامية ساهم فيها
الكثيرون من غير المسلمين او لا يمكن اعتبارهم مسلمين بحكم ما كتبوه في كتبهم
الكثيرون من غير المسلمين او لا يمكن اعتبارهم مسلمين بحكم ما كتبوه في كتبهم
...
تعليقات
إرسال تعليق