ماذا بعد الموت ؟
ماذا بعد الموت ؟
تأمل كلماتي بعين الشغوف وفقط.....
أنت الان في اخر لحظة من الدنيا ، دنيا عشت فيها و تعودت عليها لعشرات السنوات ، حفظت مظهرها وقوانينها وكل ما يمكن ان ينفعك فيها ادركت ما الممكن فيها وما هو غير الممكن ، عرفت حتى شكل عمارها من بشر وحيوانات ، تعرفت عليها من خلال حواسك كلها فتدرك ما يمكن ان تراه عيناك وتسمعه أذناك وتشعر به حواسك .
لنبدأ رحلتنا القصيرة بعدد كلماتها العظيمة في معناها ومخبرها .
أنت الان في الدنيا حيث ما كنت قاعدا او ماشيا او نائما ، سترى الافق يفتح امامك بصورة لم تعهدها من قبل وبصورة تخالف تلك الصورة التي طبعتها في عقلك عن المكان الذي انت فيه الان ، ستحاول ببصرك ان تحيط بحدود هذه الصورة التي تبدو عليك غريبة تماما دون ان تقدر على هذا ستحاول مرة اخرى واخرى دون جدوى ، وبينما انت تحاول تلك المحاولات سترى ملائكة ربك (اسأل الله ان تكون ملائكة رحمة ) قادمون للانتقال بك من الدنيا الي الاخرة وستدرك أنهم الملائكة الموكلون بقبض الروح ، وأنك لا يمكن ان تخالفهم ولا حتى ان تقنعهم بتأجيل الامر وتسوفيه .
ستصعد معهم بعد أن تكون مطمئنا أن شاء الله بغير طائرة ولا وسيلة انتقال ، فلا تنسى أنك قد غادرت جسدك الذي يحتاج انتقاله الي قوانين ارضية ، وأنت الان كل ما تشعره به حواسك تنتقل معك دون جسدك ستشاهد بعيونك وتسمعك ب أذنيك وقد تتكلم بلسانك لكن كل تلك الادوات التي كنت تستخدمها لاستخدام هذا الحواس وتصبح فعالة لن تكون موجودة معك فقط ستشاهد الحقيقة الوحيدة ان تنتقل صعودا مدركا لكل شئ من حولك مندهشا بما تراه ستراه .
سترى المكان الذي كنت فيه قبل قليل يتباعد عنك رويدا رويدا ، وكلما صعدت أكثر اصبح المجال الارضي اوضح لك وتوسعت لك زاوية النظر فستشاهد حيك ثم مدينتك ثم بلدك ثم اقليمك ثم القارة التي تقبع فيها دولتك التر تعرفها ووطنك الذي عشت فيه حياتك ، حتى تخرج من المجال الجوي للارض فترى الكرة الارضية على حقيقتها وكيف مظرها .
فتدرك وقتها انه لا فائدة من النظر للارض وعليك ان تستشرف ما هو امامك لا ما هو خلفك ، فتحول زاوية نظرك من اسفل الي الاتجاه الذي تمضي به في رحلتك ، ستبدو الارض جرما صغيرا مقارنة بما تراه من اجرام تمر عليها بعضه تعرفها وتعلمت عنه في المدارس شيئا او طالع شيئا من اخباره في الدنيا واخرى لا تعرفها ولم تسمع عنها ومن المؤكد انه لم يسمع عنها انسان آخر سبقك او سيأتي لاحقا بعد غياب عن عالم الانسان ، ستراها على حقيقتها الملتهب منها والصامت الصخري والترابي ومن تغطيه الاحماض ومن تغطيه الحمم البركانية والعواصف الكونية ، سترى الشواهب والنيازك والكوكيكبات الصغيرة والاجرام التائهة في هذا الفضاء الفسيح .
ستكتشف كل تلك الحقائق بعين الفاحص بل لعلك تصل الي حقيقة اللغز الارضي المحير هل هناك سكان اخرون معنا في هذا الكون لا نعلم عنهم ، فإن الانسان بجسده الارضي يعجز ان يغطى بتقنياته مئات المليارات من المجرات ومئات المليارات من الكواكب ليكتشف تلك الحقائق او يجزم بصحة نظريات وضعت من اشخاص حالميين او مستبصريين حاذقين .
تأمل وتفكر وأنت معي أنك الان استطعت ان تخترق كونا مرصودا قطره 93 مليار سنة ضوئية وآخر غير مرصود قد يضيف لكوننا عشرات المليارات من السنوات الضوئية لقطره ايضا بل لعلك قد تكتشف ان هناك اكوان موازية لكوننا .
ستتظل تخترق حجب منعت من الوصول لها و حقائق غابت عنك ولم يعرفها احد من البشر الذين تركتهم قبل قليل الا شخصا سبقك في هذا الرحلة ، ولن تتوقف تلك الرحلة حتى تقطع انت والملائكة حدود كوننا هذا لتصبح في عالم اخر وعدنا به الله وعندها ستكون قد غادرت اخر الحقائق الكونية لتدخل في غمار عالم اخر .
وعليك وانت في تلك اللحظة ان تتذكر ان مقدم الي رب رؤوف رحيم غفور كريم ، فلا تجزع ولا تخاف ولا يختلط عليك اليقين .
ختم الله لكم حياتكم بالخير ورزقكم جنة عرضها السموات والارض .
اخوكم / محمد نهيل مهنا
25/6/2020
اخوكم / محمد نهيل مهنا
25/6/2020
رائع أبونهيل....أستمر فلا كبت لك فرس
ردحذفبورك بك زائري الفاضل جزيت خيرا مع افضل الامنيات
حذف